في خدمة المساهمات المحددة وطنيا
اتفاق باريس هو اتفاق عالمي من حيث أن كافة دول العالم قد التزمت بمكافحة التغيرات المناخية من خلال تقديم المساهمات الوطنية الطوعية التي تشكل جوهر اتفاق باريس.
تشكل الأطراف التي قدمت مساهماتها الوطنية الطوعية حوالي 99 ٪من انبعاثات جميع أطراف الاتفاق.
الهدف من مبادرة الحزام الأزرق هو المساهمة في تعزيز عنصر "المحيط، الصيد وتربية الأحياء المائية" في المساهمات الوطنية الطوعية، من خلال تنفيذ إجراءات ملموسة من حيث التكيف والتخفيف.

الصيد والمحيطات في المساهمات المحددة وطنيا
يجب أخذ الصيد والمحيطات، الذين يشكلان ضحيتين جانبيتين للتغير المناخي ولكن أيضا عاملين لتكيف المناخ، بعين الاعتبار وبشكل أكثر تلقائية عند تحديد المساهمات الوطنية في محاربة التغير المناخي. بالاعتماد أولا وقبل كل شيء على الإطار والأدوات التي تقترحها الشراكة من أجل المساهمات المحددة وطنيا، يتمثل هدفنا في تشجيع إدماج المسألة المناخية في السياسات العمومية وعلى الخصوص تحقيق إدماج أفضل للإجراءات المتعلقة بتأقلم المحيطات والصيد في المساهمات المحددة وطنيا.

الوقائع:
تمتص المحيطات في العالم أكثر من 90% من الحرارة وحوالي ربع كمية ثاني أكسيد الكربون المتراكم في الغلاف الجوي بسبب الأنشطة البشرية، معدلة بذلك التغيرات المناخية مع التأثير على قدرة التأقلم لديها. ففرط الحرارة وثاني أكسيد الكربون يحدث تغييرات فيزيائية وكيميائية وإيكولوجية على المحيطات مع المساس بخدمات النظام الأيكولوجي الثمينة كالصيد والسياحة الساحلية والحماية الساحلية.
أمام الرهان العالمي على دور المنظم الذي تلعبه المحيطات وبالنظر لأهمية المحافظة على المناطق والأنظمة الأيكولوجية الساحلية في سياق الهدف 14 من اهداف التنمية المستدامة، أصبح التحرك أمرا مستعجلا. وينحو قرار الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ببلورة تقرير خاص حول المحيط نفس المنحى وسيمكن، لأول مرة، من تكوين نظرة مندمجة حول آثار التغيرات المناخية على المحيط ودور المحيط داخل النظام المناخي.
وقد أصبح من المستعجل تفعيل حلول وسياسات عمومية خاصة بالمناطق الساحلية والجزرية الأكثر هشاشة وبناء المخططات والحلول التي يتم تبنيها على معطيات علمية موضوعية للتأكد من أن إجراءات التكيف تؤدي فعلا لتخفيض الآثار السلبية، الناتجة عن التغير الطبيعي للمناخ والاختلالات المناخية، إلى أدنى حد.
تضم المساهمات الوطنية التزامات الدول لتخفيف الحدة، عبر إسقاطات وجداول زمنية تهم إجراءات هدفها تقليص الانبعاثات القطاعية لغاز الدفيئة على المستوى الوطني وأهداف التكيف الوطنية من أجل الحد من هشاشة النظم الطبيعية والبشرية أمام آثار التغيرات المناخية الحقيقية أو المتوقعة. تظهر السيناريوهات المأخوذة من المساهمات المقررة على المستويات الوطنية التي قدمتها الأطراف في المراحل الأولى من مؤتمر كوب21، تضاعف خطر مواصلة وتنامي الاختلال ونتائجه. فمجهودات التقليص التي أعلنها اتفاق باريس سينتج عنها رغم كل شيء مضاعفة المستوى الحالي من خطر حدوت آثار على المحيطات والمناطق الساحلية. بالتالي فمن المهم إدماج المحيطات في المساهمات المحددة وطنيا (والمساهمات المقررة المحددة وطنيا) من أجل إنشاء إطار شامل لحماية المحيطات التي من دونها لن يبلغ اتفاق باريس العالمي أهدافه.
كما أنه من الضروري الالتزام بنماذج تنموية تتوافق مع الحفاظ على قدرة تأقلم المحيطات والأنظمة الأيكولوجية الساحلية.
الصيد والمحيطات في المساهمات الوطنية (المساهمات المحددة وطنيا)
تدعو، في هذا الإطار، مبادرة الحزام الأزرق التي قدمتها حكومة المغرب في إطار الإجراءات عالية المستوى لفائدة قدرة تأقلم المحيطات ومكافحة الاختلالات المناخية، إلى ما يلي:

تعزيز مراعاة الاعتبارات المناخية في تنمية الاقتصادات البحرية، خاصة في مخططات التنمية وتدبير قطاع الصيد والمجالات والأنظمة الأيكولوجية البحرية والساحلية، خاصة في البلدان النامية والدول الجزرية الصغيرة الأكثر هشاشة.

ربط الحلول الزرقاء المتعلقة بالتكيف وتخفيف الحدة بمخططات العمل الوطنية والالتزامات في إطار تفعيل أهداف المساهمات المحددة وطنيا والهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة.

تطوير وإدماج حلول تخفيف الحدة وتكيف قطاعات الصيد على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية من أجل مساهمة فعلية لسياسات الصيد في تفعيل المساهمات المحددة وطنيا.

تطوير القدرات التقنية لتدبير الحلول، خاصة في البلدان الساحلية والجزرية الأكثر هشاشة، من أجل المراعاة الفعلية لأهداف التكيف وتخفيف الحدة المتعلقة بقطاع الصيد في المساهمات المحددة وطنيا.

تعبئة الاستثمارات الخاصة والدعم الدولي لمخططات تفعيل حلول تخفيف الحدة والتكيف في قطاع الصيد، بما في ذلك توفير شروط مشجعة لإزاحة العوارض التي تعرقل التفعيل.
الفكرة الأساسية لمبادرة الحزام الأزرق
تتجلى في القناعة بأن الصيد وتربية الأحياء المائية يمكن أن يصبحا نموذجا في الاستدامة بالاعتماد على مبادئ الاقتصادين الأزرق والدائري. يتم اقتراح حزمة من الحلول ذات الأولوية والملموسة في إطار خارطة طريق: "حلول بيئية ذكية من أجل الصيد وتربية الأحياء المائية" تستهدف في الآن ذاته التكيف والمساهمة في تخفيف حدة التغيرات المناخية. كما يتم اقتراح أرضية تعاون لمواكبة تفعيل الحلول، تهدف لإدماج جميع المكونات الضرورية لنجاح الحلول والعمل على التقائها: البحث، الابتكار، الخبرة، مؤسسات الدولة، المؤسسات المالية والوكالات المكلفة بالتنفيذ.
يمكن أن تشارك حلول مثل حماية مناطق الأعشاب والأيكة الساحلية وتنمية زراعة الطحالب، بالإضافة للحفاظ على السلامة الوظيفية للنظم الأيكولوجية البحرية والساحلية الكبرى، في مجهودات تخفيف الحدة عن طريق لعب دور "بئر" للكربون مع الحفاظ على الخدمات التي تقدمها المحيطات، لتساهم بذلك في أهداف المساهمات المحددة وطنيا والتنمية المستدامة.
ملخص المساهمات المحددة وطنيا والدور الذي يمكن أن يؤديه الحزام الأزرق
الدول الإفريقية التي أدرجت إجراءات تتعلق بقطاع الصيد وبالمحيطات في مساهماتها المحددة وطنيا | الإجراءات المزمع اتخاذها في إطار المساهمات المحددة وطنيا | الإجراءات المتعلقة بـ | العلاقة مع مبادرة الحزام الأزرق | ||
---|---|---|---|---|---|
التكيف | تخفيف الحدة | تعزيزالقدرات نقل التكنلوجيا | |||
![]() موريتانيا |
|
![]() |
|
||
![]() فرنسا |
|
![]() |
|
||
![]() نيجيريا |
|
![]() |
|||
![]() المغرب |
|
![]() |
|
||
![]() الكاميرون |
|
![]() |
|||
![]() ساحل العاج |
|
![]() |
|||
![]() غينيا كوناكري |
|
![]() |
|
||
![]() الغابون |
|
![]() |
|||
![]() غامبيا |
|
![]() |
|
||
![]() غانا |
|
![]() |
|
||
![]() مدغشقر |
|
![]() |
|
||
![]() السيشل |
|
![]() |
|||
![]() سيراليون |
|
![]() |
|
||
![]() الصومال |
|
![]() |
|
||
![]() جيبوتي |
|
![]() |
|

يتمثل هدف مبادرة الشراكة من أجل المساهمات المحددة وطنيا، المؤسس على الشراكة والشفافية، في تيسير التعلم والتعاون والتنسيق من أجل:
- تحسين الرؤية والولوج لبرامج دعم المساهمات المحددة وطنيا الموجودة؛
- برامج لدعم المساهمات المحددة وطنيا مصممة بشكل أفضل وأكثر استجابة؛
- موائمة أفضل بين البرامج المتعلقة بالبيئة والتنمية؛
- تعزيز الزخم السياسي من أجل تفعيل اتفاق باريس؛
- سياسات خاصة بالتغير المناخي
بفضل البوابة الجديدة المخصصة للمساهمات المحددة وطنيا، يمكن لجميع البلدان الولوج لأدوات معرفية ومذكرات إخبارية وممارسات نموذجية على المستوى العالمي. ستساهم الدول الشريكة في إبراز الأولويات الوطنية وربط الاتصال بين البلدان والممولين المعنيين ودعم المبادرات واقتراح أنشطة تكميلية للتعلم المشترك وتعزيز التواصل، كما ستتيح الدول الرائدة الولوج لمساعدة تقنية محددة.
يشكل المتصفح (http://ndcpartnership.org) قاعدة بيانات متاحة حول برامج المساعدة المالية والتقنية المتوفرة لتفعيل المخططات الوطنية لمكافحة التغيرات المناخية (المسماة "مساهمات وطنية”). وقد صمم لمساعدة البلدان على تحديد الموارد المتوفرة للتكيف وتخفيف الحدة عن طريق الإرشاد حول مصادر التمويل المتاحة وتعزيز القدرات والمساعدة التقنية وأنواع أخرى من الدعم. يتم تحيين قاعدة البيانات بشكل منتظم كلمت توفرت معطيات جديدة. تجدر الإشارة إلى أن المصادر التقليدية لتمويل التنمية، التي يمكن ان تشكل مصدرا مهما للتمويل بالنسبة للعمليات المتعلقة بالمناخ، لم يتم إدماجها في قاعدة البيانات المذكورة.